أقتطف ادم عزيز

ادم كتب:رى بأن كل شيء قد بدأ مؤسساً بحجم هائل من الجهل. فواحد كآرسطو طاليس لم يكن عارفاً لماهية عمل الدماغ, وكان يعتقد بأن الكائن البشري يفكر بواسطة قلبه, بذات الصيغة قد ابتكر فكرة بسيك psiké ونسب لها { النفس أو الروح }, والتي بحسبه كانت شيئاً غير ماديّ وخالدة, كل تلك الوظائف التي لاحقاً قد انتهى العلم لاثبات بأنها كانت وظائف محققة عبر الدماغ, التي تكون مادية بشكل نقيّ وأنها قادرة على تحقيق وظائف فيزيائية – كيميائية وكهربائية شديدة التعقيد والتي تعطي الاصل للوعي الذاتي.

بكلمات أخرى: لا يوجد أيّ شبح ضمن الآلة, بصيغة أنه راهناً البسيك { النفس } قد بقي فارغاً بشكل كليّ من الوظائف ويشكل فقط كلمة جوفاء, كلمة فارغة في الواقع لا تعني شيء على الاطلاق. بل على الارجح, انها لا تشكل كلمة, لانه بحسب آريسطوطاليس الكلمة تكون عبارة عن لفظ دلالي, اي يعني, صوت مع معنى, ونظراً لافتقار كلمة بسيك { النفس أو الروح } للمعنى فهي اذا لا تكون كلمة حتى, فقط تكون عبارة عن انبعاث صوت. كل هذا, الواقع بوجود شيء لامادي وخالد يمكن ان يكون استكمال لفكرة الله, التي بحسب المؤمنين, يكون عبارة عن كائن لامادي وخالد. لكن, واقعياً شيء لا يكون مادي أو طاقة, كيف يمكن ان يكون موجوداً؟. 

واقعياً, فيما لو أنّ اللامادي موجوداً, فهل يمكنه التأثير بالتالي على المادة؟ من خلال ماذا؟. يمكننا وضع المثال الذي يقول بأن المادة واللامادة يشكلان سطحين متوازيين لانهائيين واللذان لن يتقاطعا نهائياً, وبالتالي, لا يمتلكان أيّة نقطة تماس. لا يوجد أي صيغة يتم فيها تأثير اللامادة على المادة ولا يتم فيها تأثير المادة على اللامادة, حيث لا يمكن ان ينشأ ايّ ارتباط عبر اي شيء. واقعياً, فيما لو انّ الانسان يمتلك بسيك { نفس أو روح } لاماديّة مع كل تلك الوظائف التي كانت معزوة لها, بالتالي, لماذا يمكن الانسان أن يقوم بتغيير سلوكه ووعيه عبر المخدرات, وهي تشكّل شيء ماديّ كلياً؟ حيث في هذه الحالة شيء مادي يكون مؤثراً على شيء لامادي, وكما رأينا, المادة واللامادة لا يمتلكان أيّ نقطة تماس, لا يمكنهما الالتقاء او الارتباط. إذن, يتوجب أن يكون واضحاً لنا بأن اللامادة { النفس أو الروح } تكون عبارة عن وهم مُنتج من الجهل واضافة لكونه ثمرة تفسير اسطوري – ديني للعالم, الذي ينتمي لعهد الطفولة البشرية وأن العلم الراهن قد تولى مسؤولية تركه منهكاً.شكرا جزيلا شكر